مقدمة
عثمان الدهش، الرئيس التنفيذي لشركة iot Squared
بينما ندخل عصرًا جديدًا من التحول الرقمي، نشهد في الشرق الأوسط تغييرًا ملحوظًا يعمل على إعادة تشكيل القطاعات الصناعية والشركات وكيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا. في مقدمة هذا التحول يبرز التحول الرقمي 2.0 كرحلة متعددة الأوجه، تجمع بين التكامل التقني والاستنتاجات المستندة إلى البيانات. من الملفت متابعة هذا التطور في المنطقة وكيف يساهم بشكل محوري في تعزيز مكانة المملكة كقائد في مجال التكنولوجيا، متماشيًا مع رؤية 2030.
التحول الرقمي 2.0: نموذج جديد
يتجاوز البعد الأول للتحول الرقمي 2.0 الأتمتة وتحسين إدارة العمليات، ليشمل إعادة تصور شامل لنماذج الأعمال والعمليات وتجارب العملاء. ويؤدي هذا التحول، المدعوم بالتقنيات المتطورة والعمليات الذكية، إلى إحداث تغيير جذري في الطريقة التي تعمل بها الشركات في الشرق الأوسط.
ويتجسد هذا التحول في الشرق الأوسط، خصوصًا السعودية، في تعزيز شبكة اتصالات الجيل الخامس، التي نمت بوتيرة متسارعة خلال العامين الماضيين. ويساهم انتشار هذه الشبكة بتسريع اعتماد التقنيات مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مما يوفر إمكانات هائلة للابتكار والتغيير في شتى القطاعات.
توفير تجربة استثنائية للعملاء
تتمثل أحد الأهداف الأساسية للتحول الرقمي 2.0 بتوفير تجارب استثنائية للعملاء. ويمكن للشركات من خلال استخدام أجهزة إنترنت الأشياء، تتبع بيانات العملاء ومراقبتها وتحليلها في الوقت الفعلي، والتنبؤ بالاتجاهات والسلوكيات قبل حدوثها. يعد هذا المستوى من التركيز على العملاء أمرًا حيويًا للحفاظ على القدرة التنافسية في السوق اليوم.
وبالتوازي مع ذلك، يساهم التكامل بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بتمكين الشركات من أتمتة المهام، وتخفيف المخاطر، وتسريع عملية اتخاذ القرار، ودفع الابتكار. هذه التقنيات المتقدمة ليست مجرد كلمات رنانة وإنما عوامل محفزة لتعزيز الكفاءة التشغيلية والأداء الكلي للأعمال.
توفير مصادر دخل جديدة من خلال الأعمال المبتكرة
يساعد التحول الرقمي 2.0 الشركات على تأمين تدفقات وإيرادات جديدة باستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتطبيقات الأعمال المبتكرة، بالإضافة إلى تصميم منتجات أو خدمات مخصصة تتوافق مع تفضيلات العملاء ومتطلباتهم. ويعزز أيضًا الأعمال من خلال التغلب على أي متطلبات للتوصل إلى حلول مبتكرة لتلبية احتياجات المستخدم النهائي.
من الرؤية إلى الفهم فالإدراك
البعد الثاني لهذا التطور الرقمي يكمن في الرحلة من الرؤية إلى الفهم والإدراك، وتعد الإدارة الفعالة للبيانات ورؤية العمليات بمثابة اللبنات الأساسية للتحول الرقمي 2.0. تستفيد المؤسسات في الشرق الأوسط من كمية البيانات الضخمة، وتعتمد على التحليلات القوية للبيانات، وتتبنى تقنيات مثل إدارة عمليات الأعمال وأتمتة سير العمل.
يعزز هذا النهج القائم على البيانات قدرة الشركات على تحديد المجالات الرئيسية للتطوير وتحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز تجارب العملاء. وتلعب التحليلات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، دورًا محوريًا في استخلاص رؤى ذات معنى من البيانات، وتحويل الصناعات، وتعزيز التفاعلات الشخصية مع العملاء.
القدرات المعرفية والآفاق المستقبلية
بالإضافة إلى ذلك، يزود التحول الرقمي 2.0 المؤسسات بالقدرات المعرفية لتبسيط العمليات وتوفير تجارب مخصصة للعملاء، حيث يعزز هذا المستوى من الأتمتة والذكاء الكفاءة واستدامة الأعمال من خلال إطلاق نماذج جديدة لتحسين الإيرادات.
وفي الشرق الأوسط، من المتوقع أن يسهم القطاع العام والثورة الصناعية الرابعة والخدمات اللوجستية في دفع الإنفاق على إنترنت الأشياء، وبالتالي المساهمة في تحقيق المزيد من النمو في المنطقة. وقد شهدت المملكة وحدها نمواً كبيراً في سوق إنترنت الأشياء، بما يتماشى مع رؤية 2030.
إنترنت الأشياء: حافز للتغيير المجتمعي
وبالنظر إلى المستقبل، يرجح أن يكون تأثير إنترنت الأشياء جذريًا على الشرق الأوسط، حيث يمكن لحلول هذه التقنية أن تعالج التحديات الملحة مثل إدارة حركة المرور وكفاءة استهلاك الطاقة والسلامة وإدارة النفايات. ومع شروع منطقة الشرق الأوسط بتبني عصر المدن الذكية المتجسدة في مشاريع مثل نيوم، فإن الإمكانيات حقًا لا حدود لها.
أصبح التحول الرقمي 2.0 ممكنًا بفضل القدرة على تحمل تكاليف أجهزة إنترنت الأشياء وأجهزة الاستشعار، وتغطية الشبكة بأسعار معقولة، والمشهد التنظيمي المتطور الذي يساعد في جمع البيانات وحمايتها. وهذا يعيد تشكيل مشهد الأعمال في الشرق الأوسط، ويوفر فرصًا غير مسبوقة للابتكار والكفاءة والتميز في خدمة العملاء. وباعتبارنا الشركة الرائدة في مجال تقنيات إنترنت الأشياء في المنطقة، تتمثل مهمتنا في تمكين المؤسسات عبر تزويدها بالتحاليل في الوقت الفعلي، وإدارة العمليات الذكية، والمساهمة في تحويل المملكة إلى نموذج رائد في مجال الاتصال بما يتماشى مع رؤية 2030. الرحلة من البيانات إلى الفهم والإدراك ليست مجرد تطور تكنولوجي، إنما تحول من شأنه أن يعيد صياغة مستقبل الشرق الأوسط.
الميزات والفوائد
إدارة البيانات بصورة أفضل
تتيح البيانات الواردة من مصادر مختلفة سهولة تحليل البيانات وتصور الحلول المناسبة.
بيانات آنية
تضمن التحديثات المباشرة إمكانية التعامل مع الأحداث المفاجئة لمنع أي انقطاع في الخدمة.
القطاعات الرئيسية التي يمكنها الاستفادة من خدماتنا
نطلق العنان لإمكانيات لا محدودة ونتصدر الثورة الصناعية الرابعة في جميع القطاعات.