مقدمة
عثمان الدهش، الرئيس التنفيذي لشركة iot squared
أين نقف اليوم في رحلة التحول الرقمي؟ يبدو جليًا أن التحول الرقمي بات أمرًا أساسيًا في مسيرة نجاح الشركات التي تحاول تلبية الاحتياجات المتغيرة والمتطورة لعملائها. وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط تطورًا كبيرًا في مجال التحول الرقمي، مما ساهم في إعادة تشكيل الصناعات وتمهيد الطريق لمستقبل يتسم بالابتكار والنمو. وفي ظل التقدم التكنولوجي غير المسبوق، ينبغي أن نتبع نهجنا الخاص المتمثل بالتحول الرقمي 2.0، وهي تقنيات جديدة تتعمق في إدارة البيانات، لتقدم إمكاناتها التحويلية بشكل غير مسبوق.
في مجال التحول الرقمي 2.0، تعتبر البيانات شريان الحياة لديمومة الشركة ونجاحها، وجسر العبور الذي ينقلها من الرؤية إلى الإدراك، لا سيما أن الشركات اليوم تستفيد من كمية البيانات الضخمة الناتجة عن إنترنت الأشياء والمصادر الرقمية الأخرى. ووفقًا لتقديرات مؤسسة البيانات الدولية، سيكون هناك 41.6 مليار جهاز لإنترنت الأشياء في العام 2025، قادر على توفير 79.4 زيتابايت من البيانات ، وهذا الكنز من المعلومات سيعزز قدرة الشركات على تحسين الكفاءة التشغيلية والارتقاء بتجربة العملاء ودفع النمو. وستبلغ مساهمة إنترنت الأشياء نحو 0.2٪ في الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لـتقديرات الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول GSMA.
وتعتبر تحليلات البيانات القوية بمثابة المحفز الذي يخول المؤسسات الاستفادة من هذا الكم الكبير من البيانات ويمكنها من الانتقال من مرحلة الرؤية إلى التنفيذ. وتلعب إدارة عمليات الشركة وأتمتة سير العمل أدوارًا محورية في هذه العملية، بحيث يمكن للمؤسسات تحديد المشاكل وتبسيط العمليات وضمان الحصول على الرؤية في المنظومة الرقمية باستمرار.
لا يقتصر التحول الرقمي 2.0 على رؤية البيانات فحسب، لا بل تحليلها وفهمها بشكل أعمق، وفي هذا الإطار تلعب التحليلات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي دورًا محوريًا. وبإمكان هذه التقنيات أن تدقق في كميات ضخمة من البيانات، وتحدد الأنماط والاتجاهات والحالات الشاذة والمريبة التي يصعب على الإنسان تمييزها. وباستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يمكن للمؤسسات اتخاذ قرارات قائمة على تحليلات تنبؤية واستباق المشاكل واغتنام الفرص حتى قبل ظهورها، بالإضافة إلى إحداث آثار ثورية على القطاعات الحيوية والمتنامية مثل المدن والمجتمعات الذكية، والصناعة 4.0 والتنقل الذكي والخدمات اللوجستية. وتسهم الحوسبة السحابية والتحليلات والخبرة البشرية في تعزيز أداء وإنتاجية العمليات الصناعية، ويبرز إنترنت الأشياء للقطاع الصناعي كقوة دافعة، يمكّن المؤسسات الصناعية من رقمنة عملياتها، وإعادة تعريف نماذج الأعمال، وتعزيز الكفاءة الشاملة مع الحد من الهدر.
يتجلى التأثير الأبرز للتحول الرقمي 2.0 في تجربة العملاء، حيث تكتسب المؤسسات من خلال تسخير قوة التحليلات المتقدمة رؤى عميقة حول سلوكيات عملائها وتفضيلاتهم واحتياجاتهم، مما يخولها توقع احتياجاتهم ورغباتهم بشكل استباقي وتقديم تجارب مصممة خصيصًا بما يتوافق مع تطلعاتهم وحاجاتهم. ولا يقتصر ذلك على توفير المنتجات أو الخدمات فحسب، بل يشمل تفاعلات العملاء التي لا تُنسى. وتعد مسألة التركيز على العملاء وفق هذه المعايير العالية جوهر التحول الرقمي 2.0، وستساهم في إعادة تشكيل الصناعات في شتى أنحاء الشرق الأوسط ووضع معايير جديدة لتحقيق التميز في خدمة العملاء.
وفي حين نسير بخطى حثيثة نحو التحول الرقمي 2.0، نصل إلى حدوده النهائية المتمثلة بالإدراك، حيث تعمل التقنيات المعرفية على تمكين الأنظمة من التعلم والتكيف واتخاذ القرارات المستقلة، وبالتالي تبسيط العمليات وتحسين الكفاءة وتوفير خدمة مخصصة للعملاء تشعرهم بالطابع الشخصي حقًا.
في الختام، يشير التحول الرقمي 2.0 إلى إحداث نقلة نوعية في عالم الأعمال، ولن يقتصر الأمر على تبني تقنيات جديدة، وإنما تسخير القوة الهائلة للبيانات لاكتساب رؤى غير مسبوقة وإحداث تغيير جذري. من الرؤية إلى البصيرة فالإدراك، تَعِد هذه الرحلة بإحداث ثورة في طريقة عمل الشركات في الشرق الأوسط، وتحقيق التميز في خدمة العملاء، والارتقاء في هذ العصر الرقمي. وينبغي ألا يكون السؤال الذي سيطرح على الشركات ما إذا كانت ستتبنى رحلة التحول الرقمي 2.0، وإنما متى ستشرع في هذه الرحلة للبقاء في طليعة التطور.
الميزات والفوائد
تكلفة معقولة
تتيح البيانات المجمّعة إدارة دقيقة للأصول والموارد، مما يؤدي إلى مضاعفة الكفاءة وتقليل التكاليف.
قرارات مدروسة
تصميم الاستراتيجيات التشغيلية بناءً على بيانات موحّدة لضمان حسن التخطيط والتنفيذ.
تخطيط استراتيجي أوسع نطاقاً
يسمح الاطلاع على الأنشطة والتفاصيل الإدارية بإجراء التحليلات الكفيلة بتحسين كفاءة مكان العمل ومستوى رضا الموظفين، مثل إدارة المناوبات وغيرها.
زيادة الكفاءة التشغيلية
رقابة أمنية على مدار الساعة دون ثغرات وأي ضعف في مستوى التركيز أو الانتباه.
القطاعات الرئيسية التي يمكنها الاستفادة من خدماتنا
نطلق العنان لإمكانيات لا محدودة ونتصدر الثورة الصناعية الرابعة في جميع القطاعات.